تركز شركات التكنولوجيا المالية على التوسع والنمو ومواكبة أحدث التقنيات والحلول المبتكرة التي يشهدها هذا القطاع الحيوي، خاصة وأنه يتسم بالسرعة والتطورات المتلاحقة على المستويين المحلي والعالمي.
وفي ظل تنامي سوق التكنولوجيا المالية في مصر، تسعى شركة "جاست توباي"، المتخصصة في تقديم حلول الدفع الإلكتروني للشركات والأفراد، إلى تنفيذ خطط توسعية تتماشى مع التحولات الكبرى المرتقبة للقطاع خلال الفترة المقبلة.
أجرت "شركات مباشر" مقابلة مع أحمد عطية، الشريك المؤسس ورئيس القطاع التكنولوجي بشركة "جاست تو باي"، للتعرف على أبرز خطط الشركة التوسعية والمستقبلية سواء محلياً أو إقليمياً، وتسليط الضوء على شراكات "جاست توباي" الاستراتيجية التي تعزز دورها في تحسين الحلول المالية والتجارية في مصر والمنطقة.
في البداية..نود التعرف على رحلة "جاست تو باي" وخدماتها في السوق المصري؟
انطلقت "جاست تو باي" في فترة شهدت تحولًا جذريًا في قطاع التكنولوجيا المالية في مصر؛ إذ تأسست الشركة في 2020، ولعلنا نتذكر جميعًا الاحتياجات التي فرضتها ظروف جائحة كورونا، حيث زادت أهمية الحاجة لشركات الدفع الإلكتروني من قبل جميع الفئات في المجتمع، سواء الموظفون أو العمال أو الطلبة، الجميع بلا استثناء أدرك الحاجة الملحة لقنوات ووسائل الدفع الإلكترونية.
وكشفت جائحة كورونا أيضًا مقدار الفجوة التي يواجهها المجتمع في مجال تقديم خدمات سهلة وآمنة، وخاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن هنا ركزنا اهتمامنا بشكل أساسي على تقديم خدمات الدفع الإلكتروني وأنظمة التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال والشركات الناشئة.
ومع بداية التأسيس انضمت "جاست تو باي" إلى برنامج "MV Builder II" الذي تديره شركة "Modus Capital"، وهو برنامج بناء المشاريع المدعوم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية(USAID)، وحصلت من خلاله على التوجيه الاستراتيجي والدعم التشغيلي، كما ساعدها الاستثمار الذي حصلت عليه من "Modus Capital" في توسيع قاعدة العملاء، وبدأنا في هذا المسار إلى أن تحولت "جاست تو باي" اليوم إلى شركة رائدة في مجالها.
ما هي أبرز الخدمات التي تقدمونها للشركات في السوق المصري؟
"تعد "جاست تو باي" شريكاً استراتيجياً يُمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر من أداء عملها بسهولة وذلك من خلال توفير حلول متكاملة تغطي كل شيء، بدءًا من البرمجيات المتطورة وحتى خدمات الدفع السلسة، لضمان تجربة لا مثيل لها ودعم نمو أعمالهم.
فنحن نقدم مجموعة شاملة من الخدمات الرقمية، تشمل منتجات (SaaS) مثل إنشاء المتاجر الإلكترونية وإدارة الموارد للشركة (ERP) وإدارة العلاقات مع العملاء (CRM) وإدارة العيادات والمطاعم بالإضافة إلى حلول مخصصة للشركات الكبرى.
هل تلائم خدماتكم هذه الفئة من أصحاب الأعمال الصغار؟
بالطبع، فخدماتنا وحلولنا الرقمية مخصصة بالأساس لهذه الفئة من أصحاب الأعمال، فدائمًا ما يواجهون بعض المشكلات في التعامل مع البنوك والمؤسسات المالية الكبرى، لذلك استهدفناهم من اليوم الأول، فمن حيث التقنيات وأنظمة العمل فحلولنا سهلة وميسرة لتناسب طبيعة أعمالهم، ومن حيث التكلفة أيضا نقدم أنظمة لإدارة الشركات وأنظمة لإدارة العملاء باشتراكات شهرية، فأي شركة ناشئة يمكنها الحصول على النظام المناسب لها مقابل اشتراك شهري يبدأ من 350 جنيهًا.
ماهي خططكم للتوسع والنمو في السوق المصري خلال الفترة المقبلة؟
لدينا في الوقت الراهن خططًا توسعية طموحة لزيادة أعمالنا في السوق المصري، إذ نرى أن هذا السوق ما زال أمامه سنوات من النمو الكبير، على الرغم من أن عدد اللاعبين في السوق اليوم بات أكثر بكثير من ذي قبل، ومع ذلك فإمكانيات النمو موجودة ومتاحة للجميع بشرط أن تعرف الشركات ما الذي تريده بالضبط.
ونعمل حاليًا على خطط تسويقية تستهدف أصحاب الشركات المتوسطة والصغيرة، من خلال عروض أسعار تنافسية تراعي البعد الاقتصادي وتختصر الكثير من التكاليف التي قد تثقل كاهل أصحاب هذه الشركات في بداية تأسيس أعمالهم، والمستهدف من ذلك أن نصل بحجم عملاءنا إلى 400 ألف عميل من الأفراد والشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بحلول 2030، بهدف تسهيل الأعمال لهم وإتاحة بدائل دفع ميسرة وآمنة.
كما ندرس حالياً مع البنك المركزي المصري تقديم خدماتنا للشركات من خلال برنامج المدفوعات اللحظية "انستاباي"، وسيتمثل دورنا في ربط النظام الخاص بنا على قاعدة بيانات الشركات الموجودة على "انستاباي" لتتمكن الشركات من إجراء جميع معاملاتها المالية بشكل إلكتروني بالكامل وبمنتهى السهولة وبدرجات عالية من الأمان.
ربما يتطلب ذلك فتح جولات تمويلية جديدة.. فهل تخططون لهذا الأمر؟ وكم تبلغ قيمة الجولة التمويلية؟
بالفعل، فتنفيذ الخطط التوسعية للشركة يحتاج إلى تمويل من الشركاء، لذلك نستهدف بدء جولة تمويلية جديدة في النصف الثاني من العام الجاري.
لم تحدد بعد قيمة الجولة التمويلية، وسيتم تحديدها بناءًا على تقييم الشركة خلال الستة أشهر الأولى من العام، فشركة "Modus Capital" هي الشريك الاستراتيجي الذي يقف وراء تأهيل الشركة لبدء جولتها المقبلة، وستقوم بعملية التقييم وفقًا لأرقام الشركة، لمعرفة ما تحتاجه من تمويل.
هل تدرس "جاست تو باي" التوسع في أسواق خارجية؟
"جاست تو باي" ستركز خلال العامين المقبلين على السوق المصري، ثم ستبدأ بعدها التوجه لأسواق أخرى في المنطقة، في مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تشهد طفرة غير مسبوقة في مجال التكنولوجيا المالية في الوقت الراهن.
وقعت شركة "جاست تو باي" عدة شراكات استراتيجية مؤخرًا.. فما آخر التطورات في هذا الصدد؟
بالفعل وقعنا عدة اتفاقيات للتعاون مع شركات رائدة في مجال الخدمات المالية بمختلف تطبيقاتها وأنظمة العمل التي تقدمها، وكان من بينها شراكة مع “Swypex”، حيث نقدم من خلال هذه الشراكة تجربة مالية متكاملة تدعم الشركات في إدارة عملياتها المالية والتجارية بكفاءة عالية، بالإضافة إلى شراكة مع شركة "تالي" لتقديم خدمات تهم القطاع التجاري بشكل كامل، وكان آخر الشراكات التي وقعناها مع منصة "بالباقي"، كما نخطط لشراكات آخرى سنعلن عنها قريبًا.
ما هي التحديات التي تواجه قطاع الشركات الناشئة في مصر؟
في رأيي الشركات الناشئة في مصر تواجه تحديات عدة؛ وهي تحديات لا تتعلق بالتمويل فقط؛ فهناك تحديات لها علاقة بالتشريعات والأنظمة، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بمجالات التأهيل والتدريب واكتساب الخبرة وزرع مفهوم ريادة الأعمال في عقول أصحاب الشركات الناشئة، ناهيك عن العقبات والصعوبات التي تواجه الشركات أو أصحاب المشاريع مع الجهات التنظيمية، التي ما زالت بعيدة جدًا عن استيعاب التوجه الكبير حاليًا لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ومن وجهة نظري يمكن التغلب على تلك التحديات من خلال تعزيز دور حاضنات الأعمال ومسرعات النمو التي تساهم في دعم وتمكين الشركات الناشئة ورواد الأعمال في مصر، من خلال تقديم التوجيه والاستشارات اللازمة، إلى جانب توفير فرص التمويل والتدريب المستمر.
